24 December 2015

بنو اسرائيل..اليهودية... الصهيونية..(2)

بعد أن فرض الله عز وجل على بني اسرائيل الشتات أربعين سنة، وحل الجيل الجديد بعد ذلك الجيل الذي كان متقاعسا عن طاعة ربه، شاء الله تعالى أن استطاعو دخول أرض كنعان وهزيمة أهلها وذلك بقيادة يوشع بن نون عليه السلام، فأقامو دولة بني اسرائيل للمرة الأولى في فلسطين وقام يوشع بن نون عليه السلام بتقسيم الأرض على كل سبط من الأسباط، وعين على كل سبى رئيسا وعلى جميع الأسباط قاضيا واحدا وتسمى هذه الفترة بعهد القضاة.

ثم جاء بعده عهد الملوك، فجعل الله عز وجل عليهم طالوت ملكا، ثم داوود عليه السلام ثم ابنه سليمان عليه السلام وقد أعطاءه الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فكانت من أزهى العهود التي مرت على بني اسرائيل


بعد عهد سليمان عليه السلام انقسم اليهود وتفرقو إلى دولتين: دولة يهوذا وعاصمتها أورشليم ودولة اسرائيل وعاصمتها السامرة، واستمر الحكم في دولة يهوذا بعد النبي سليمان عليه السلام. أما دولة اسرائيل فقد رفضو أن تكون العبادة في أورشليم فقام ملكهم بصناعة هيكل أو هيكلين مما أدى إلى بعدهم عن الدين وعبادة الأوثان.


توالت الأسر الحاكمة على دولة اسرائيل حتى سقطت في أيدي الآشوريين حيث  قامو بسبيهم وأخرجوهم إلى العراق ثم أتى بأقوام آخرين وأسكنهم مكانهم وبهذا تكون شعب تختلط عبادته بين الوثنية واليهودية ولذلك يحتقرهم اليهوديين من أصل يهوذا.

أما دولة يهوذا فكانت أحسن حالا حيث الهيكل، إلى أن سقطت في أيدي البابليين حيث استمرو في سبيهم إلى بابل وحاصرو أورشليم وأسقطوها ثم قامو بهدمها وهدم الهيكل ولم يبقى في يهوذا سوى فقراء الأرض ، وهذا ما يسمى ب (السبي البابلي).

بعد ذلك سقطت مملكة بابل في يد كورش (وقيل قورش) ملك الفرس، سمح قورش لليهود بالعودة وإعادة بناء الهيكل ولكن تحت سيطرت الفرس.
ثم سقط الحكم الفارسي وقامت مكانه دولة اليونان التي ظلت تحكم اليهود حتى منتصف القرن الأول قبل الميلاد حيث زحف بعد ذلك عليهم القائد الروماني بومبي فأصبح اليهود تحت حكم الرومان وسيطرتهم.

في هذا الوقت بعث الله المسيح عيسى عليه السلام، وبعد رفعه وقع بلاء شديد على اليهود في فلسطين، قام اليهود بثورات ضد الرومان حتى قام الرومانيين بسبيهم والفتك بيهم، وقتلو أعدادا كبيرة منهم ثم طرد الباقين حتى لم يبقى فيها يهوديا واحدا، كما قامو بتدمير بيت المقدس ومعبد اليهود ( وهذه هي المرة الثانية التي يدمر فيها المعبد).
منع اليهود من دخول المدينة ثم سمح لهم بعد ذلك بالمجيئ إلى بيت المقدس مرة واحدة في السنة والوقوف على جدار بقي قائما من سور المعبد وهو ما يسمى ب (الحائط المبكى).
وبهذا تشتت اليهود في الأرض وكل ذلك بسبب كفرهم وعصيانهم وعدولهم عن الحق بعد أن تاب الله عليهم عدة مرات ولكنهم لم يتعظو ولم يستقيمو.
وقد خلف المسلمين الرومان على الشام وفلسطين في القرن الأول الهجري فظل اليهود ممزقين ومشتتين في الأرض إلى بداية القرن العشرين.



No comments:

Post a Comment