25 December 2015

بنو إسرائيل.. اليهودية.. الصهيونية.. (3)

من خلال المقالتين السابقتين يتبين لنا أن قوم بني اسرائيل قد أختصهم الله بأن أرسل لهم أنبياء ورسلا يذكرونهم بعبادة الله ويرشدونهم إلى الحق كلما ابتعدو وضلو، فلم يزدهم ذلك إلى غرورا وتعاليا باعتبار أنهم من ذرية الأنبياء.

وقد تتالت الأيات والعبر عليهم ليستقيم المعوج منهم ويتوبو إلى الله حتى أصبح مصيرهم التفرق والشتات في أنحاء الأرض، وقد استمر هذا الحال حتى القرن العشرين عندما قامو بإنشاء دولتهم في فلسطين. ولكن أولا أود أن أوضح الفرق بين المصطلحين (بني اسرائيل) و(اليهود) فعند قراءة القرآن الكريم يذكر بنو اسرائيل تارة، وقد يكون ذلك بالخير أو بالشر، ويذكر اليهود تارة أخرى ودائما ما يكون فيها ذمهم ولعنهم.

كما أوضحت سابقا أن بني اسرائيل هم أبناء يعقوب عليه السلام ومن جاء بعدهم ومنهم الصالح والطالح. ولكن بعد سقوط المملكة الشمالية (اسرائيل) على يد الآشوريين (ذكرت في الجزء الأول) وسبي سكانها اختفى من الوجود تسع قبائل وربما عشر من بني اسرائيل وسقط كذلك اسم اسرائيل، وبالتالي لم يظل منهم إلا اليهود (قبيلة يهوذا) فقط وهم الذين قامو بتجميع التوراة الحالية (توراة اليهود).
ولهذا من وجهة نظري يجب أن لانعمم على اليهود الحاليين اسم بني اسرائيل!

أما في ما يختص بعودة اليهود إلى فلسطين واحتلالهم القدس حتى وقتنا هذا فقد كان أول الداعين لذلك هو نابليون بونابرت الفرنسي في عام 1799 حيث دعا اليهود إلى حملته من أجل بناء مدينة القدس القديمة ولكنها باءت بالفشل، بعد ذلك تبنى عدد من كبار اليهود في الغرب حملات مشابهة. ثم في عام 1897 عقد مجتمع بال في سويسرا الذي عقده الزعيم الصهيوني (تيودور هرتزل) ودعا فيه للحصول على اعتراف كامل بشرعية توطين دولة لهم في فلسطين، ومما جاء في خطابه: (إننا نضع حجر الأساس في بناء البيت الذي سوف يأوي الأمة اليهودية).
ومن نتائج هذا المؤتمر وعد بلفور الذي نص على تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وبالتالي تم إنشاء ( المنظمة الصهيونية العالمية) فبدأ اليهود في الهجرة إلى فلسطين، و كانت فلسطين وقتها تحت الإحتلال البريطاني وقد حرصت الحكومة البريطانية على تحقيق قيام هذه الدولة وحمايتها من مقاومة المسلمين لها.
ثم أحالت الحكومة البريطانية الأمر إلى الأمم المتحدة التي تزعمتها أمريكا فقامت بتخطيط فلسطين وتقسيمها بين المسلمين واليهود يوم 29/11/1947.
بعد ذلك انسحبت بريطانيا من فلسطين تاركة اليهود ليعلنو قيام دولتهم في مايو 1948 حيث اعترفت بها امريكا بعد إحدى عشر دقيقة فقط! وكانت روسيا أيضا من أوائل الدول التي اعترفت بها.
 وبذلك ظل اليهود محتلين للقدس حتى يومنا هذا داءا يسبب الكثير من الشرور والفتن.


*مصطلح الصهيونية قد اشتق من (جبل صهيون) في القدس الذي قام داوود عليه السلام ببناء قصره فيه بعد انتقاله من حبرون، وهي حركة سياسية يهودية تهدف إلى قيام دولة لليهود من النيل إلى الفرات تحكم من خلالها العالم. 


الهدف من وراء نشر هذه المقالة هو تعريف القراء بتاريخ بني اسرائيل ومن تبقى منهم وهو اليهود وأنهم ليسو شعب الله المختار كما يزعمون بل وليس معظمهم من بني اسرائيل فقط اختلطو بغيرهم وتزوجو من مختلف الجنسيات، وأنهم قامو بتحريف الكتب المقدسة حسب أهوائهم.


هذا والله أعلم ..



24 December 2015

بنو اسرائيل..اليهودية... الصهيونية..(2)

بعد أن فرض الله عز وجل على بني اسرائيل الشتات أربعين سنة، وحل الجيل الجديد بعد ذلك الجيل الذي كان متقاعسا عن طاعة ربه، شاء الله تعالى أن استطاعو دخول أرض كنعان وهزيمة أهلها وذلك بقيادة يوشع بن نون عليه السلام، فأقامو دولة بني اسرائيل للمرة الأولى في فلسطين وقام يوشع بن نون عليه السلام بتقسيم الأرض على كل سبط من الأسباط، وعين على كل سبى رئيسا وعلى جميع الأسباط قاضيا واحدا وتسمى هذه الفترة بعهد القضاة.

ثم جاء بعده عهد الملوك، فجعل الله عز وجل عليهم طالوت ملكا، ثم داوود عليه السلام ثم ابنه سليمان عليه السلام وقد أعطاءه الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فكانت من أزهى العهود التي مرت على بني اسرائيل


بعد عهد سليمان عليه السلام انقسم اليهود وتفرقو إلى دولتين: دولة يهوذا وعاصمتها أورشليم ودولة اسرائيل وعاصمتها السامرة، واستمر الحكم في دولة يهوذا بعد النبي سليمان عليه السلام. أما دولة اسرائيل فقد رفضو أن تكون العبادة في أورشليم فقام ملكهم بصناعة هيكل أو هيكلين مما أدى إلى بعدهم عن الدين وعبادة الأوثان.


توالت الأسر الحاكمة على دولة اسرائيل حتى سقطت في أيدي الآشوريين حيث  قامو بسبيهم وأخرجوهم إلى العراق ثم أتى بأقوام آخرين وأسكنهم مكانهم وبهذا تكون شعب تختلط عبادته بين الوثنية واليهودية ولذلك يحتقرهم اليهوديين من أصل يهوذا.

أما دولة يهوذا فكانت أحسن حالا حيث الهيكل، إلى أن سقطت في أيدي البابليين حيث استمرو في سبيهم إلى بابل وحاصرو أورشليم وأسقطوها ثم قامو بهدمها وهدم الهيكل ولم يبقى في يهوذا سوى فقراء الأرض ، وهذا ما يسمى ب (السبي البابلي).

بعد ذلك سقطت مملكة بابل في يد كورش (وقيل قورش) ملك الفرس، سمح قورش لليهود بالعودة وإعادة بناء الهيكل ولكن تحت سيطرت الفرس.
ثم سقط الحكم الفارسي وقامت مكانه دولة اليونان التي ظلت تحكم اليهود حتى منتصف القرن الأول قبل الميلاد حيث زحف بعد ذلك عليهم القائد الروماني بومبي فأصبح اليهود تحت حكم الرومان وسيطرتهم.

في هذا الوقت بعث الله المسيح عيسى عليه السلام، وبعد رفعه وقع بلاء شديد على اليهود في فلسطين، قام اليهود بثورات ضد الرومان حتى قام الرومانيين بسبيهم والفتك بيهم، وقتلو أعدادا كبيرة منهم ثم طرد الباقين حتى لم يبقى فيها يهوديا واحدا، كما قامو بتدمير بيت المقدس ومعبد اليهود ( وهذه هي المرة الثانية التي يدمر فيها المعبد).
منع اليهود من دخول المدينة ثم سمح لهم بعد ذلك بالمجيئ إلى بيت المقدس مرة واحدة في السنة والوقوف على جدار بقي قائما من سور المعبد وهو ما يسمى ب (الحائط المبكى).
وبهذا تشتت اليهود في الأرض وكل ذلك بسبب كفرهم وعصيانهم وعدولهم عن الحق بعد أن تاب الله عليهم عدة مرات ولكنهم لم يتعظو ولم يستقيمو.
وقد خلف المسلمين الرومان على الشام وفلسطين في القرن الأول الهجري فظل اليهود ممزقين ومشتتين في الأرض إلى بداية القرن العشرين.



23 December 2015

بنو إسرائيل.. اليهود.. الصهاينة (1)

في هذه المقالة أود أن أسرد باختصار تاريخ بنو اسرائيل وسيتضح معها الفرق بين مصطلحي اليهودية والصهيونية.
يعد نبي الله ابراهيم عليه السلام أبو العرب واليهود والنصارى، وكان قد انتقل مع ابيه إلى أرض الكنعانيين ( وهي فلسطين) وكانت زوجته سارة عاقرا لا تلد فأهدته جاريتها هاجر ليدخل بها وأنجب منها اسماعيل عليه السلام
عندها أمر الله ابراهيم أن يذهب بزوجته هاجر وابنه اسماعيل إلى واد غير ذي زرع، وقيل أن ذلك كان بسبب الغيرة التي قد دبت في قلب سارة عندما رزقت هاجر باسماعيل عليه السلام. ثم حدث بعد ذلك أن دعى ابراهيم عليه السلام الله عز وجل " ربي اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم" والقصة معروفة حيث فجر الله بئر زمزم وجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم.
وبعد أن أتم ابراهيم عليه السلام مائة عام رزقه الله باسحاق من زوجته سارة، ومن اسحاق يعقوب عليه السلام
يعقوب عليه السلام كان يقال له اسرائيل وأبنائه هم يوسف عليه السلام والأسباط  (اثني عشر ابنا) ، أي أن بنو اسرائيل هم ذرياتهم ومن جاء من بعدهم
وقد ذكرت قصة يوسف عليه السلام بالتفصيل في سورة يوسف ، فبعد أن حصل ما حصل بين يوسف وإخوته وبعد أن عفى عنهم ودعا يوسف أبيه وأخوته إلى مصر تركو فلسطين وأقامو بمصر حيث أكرمهم الله وظلو فيها حتى توفي يوسف عليه السلام
ظل بنو اسرائيل في مصر وتكاثر نسلهم حتى قرابة الثلاثة قرون ثم اضطهدهم الفراعنة أصحاب مصر واستعبدوهم وسبوهم وذاقو أصناف العذاب واستمر هذا البلاء زمنا طويلا إلى أن بعث الله فيهم موسى عليه السلام نبيا حيث دعا فرعون إلى عبادة الله وأن يرفع العذاب عن بني اسرائيل لكنه طغى وتجبر، فأرسل الله لهم من الآيات ما أرسل منها هلاك الزرع والجدب والقمل والضفادع والطوفان والدم ولكن فرعون لم يزدد إلى طغيانا وكفرا، فأوحى الله إلى موسى بالخروج ببني اسرائيل من مصر
وقصة خروج بني اسرائيل مع موسى عليه السلام من مصر إلى أرض كنعان معروفة في القرآن الكريم، ولكن بني اسرائيل تقاعسو وعصو ربهم ورفضو دخول القرية التي أمرهم الله بها " قالو إنا يا موسى لن ندخلها أبدا ما دامو فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون" وهكذا أصبحو تائهين في الصحراء أربعين سنة جزاءا لهم وخلال هذه الفترة توفي نبي الله هارون ثم كليم الله موسى عليهما السلام ولكن بعد أن أتم لهم دينهم وتنزلت التوراة
هكذا خرج بنو اسرائيل من مصر واصبحو بدوا رحل تائهين في الصحراء، ثم ماذا حدث بعد ذلك؟